كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قبلها [ق 49] من الامم.
وذكر في غير موضع أن سنته في ذلك سنة مطردة وعادته مستمرة؛ فقال
تعالى: <لبن لؤ يننه المتفقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون في
المدينة فغريئك بهم ثم لا يجاورونف فيها إلا قلحثص. . .) إلى قوله:! صالله
فأ لذيف خلوا من لمحتلث! ولن تجد لسنة الله تئديلا > [الاحزاب: 0 6 - 62].
وقال تعالى: < ولوهئلاكم يىبهفروالولوا أفيترثم لا! لىون ولاولا
نص! يم! سمعة ألله ألتى قدخلت من قبل ولن مجد لسنه دله تذيلأ) [الفتح:
23 - 22].
وأخبر سبحانه أن دأب الكافرين من المستأخرين كدأب الكافرين من
المستقدمين. فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله و يامه في عباده، وداب الأمم
وعاداتهم، لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها،
واستطار في جميع ديار المسلمين (1) شررها، و طلع فيها النفاق ناصية رأسه،
وكشر فيها الكفر عن أنيابه و ضراسه، وكاد فيه (2) عمود الكتاب أن يجتث
ويخترم، وحبل الايمان ان يقطع (3) ويصطلم، وعقر دار المؤمنين ان يحل
بها البوار، وأن يزول هذا الدين باستيلاء الفجرة التتار، وظن المنافقون والذين
في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله ورسوله إلا غرورا، و ن لن ينقلب حزب
الله ورسوله إلى أهليهم أبدا، وزين ذلك في قلوبهم، وظنوا ظن السوء وكانوا
__________
(1) (ك): (الا سلا م ".
(2) (ف، ك): " فيها ".
(3) (ف، ك): " ينقطع ".
176

الصفحة 176