كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقد دبت إليه عقارب مكره، فرد الله كيد كل في لحره، فنجاه (1) على
يد من اصطفاه، والله غالب على أمره.
ثم لم يخل بعد ذلك من فتنة بعد فتنة، ولم ينتقل طول عمره من محنة
إلا إلى محنة، إلى أن فوض أمره لبعض القضاة فتقلد ما تقلد من اعتقاله، ولم
يزل بمحبسه (2) ذلك إلى حين ذهابه إلى رحمة الله تعالى وانتقاله، وإلى الله
ترجع الامور، وهو المطلع على خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
وكان يومه مشهودا؛ ضاقت بجنازته الطريق، وانتابها (3) المسلمون
1 ق 6] من كل فج عميق، يتبركون بمشهده يوم يقوم الأشهاد، ويتمسكون
بشرجعه (4) حتى كسروا تلك الاعواد، وذلك في ليلة العشرين من ذ ند
القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، بقلعة دمشق المحروسة.
وكان مولده بحران في عاشر شهر (5) ربيع الاول من سنة إحدى
وستين وستمائة رحمه الله تعالى (6).
ثم قال: قرأت على الشيخ الإمام، حامل راية العلوم، ومدرك غاية
الفهوم، تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن
__________
(1) (ب، ف، ك): " ونجا ه ".
(2) (ف): " بمجلسه ".
(3) (ف): " وانتحابه"
(4) الشرجع: السرير الذي يحمل عليه الميت. " لسان العرب " (8/ 179).
(5) "شهر" ليست في (ب، ف، ك).
(6) (ف، ك، ب): " رحمه الله وإيانا".
18

الصفحة 18