كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وإعطائه كل قول ما يستحقه من الترجيح والتضعيف والابطال، وخوضه
في كل علم. كان ا لحاضرون يقضون منه العجب، هذا مع انقطاعه إلى
الزهد والعبادة والاشتغال بالله تعالى، والتجرد من أسباب الدنيا، ودعاء
الخلق إلى الله تعالى.
وكان يجلس في صبيحة كل جمعة على الناس يفسر القران العظيم،
فانتفع بمجلسه، وبركة دعائه، وطهارة أنفاسه، وصدق نيته، وصفاء ظاهره
وباطنه، وموافقة قوله لعمله، و ناب إلى الله خلق كثير. وجرى على طريقة (1)
واحدة من اختيار الفقر والتقلل (2) من الدنيا، ورد ما يفتح به عليه.
وقال في موضع اخر: كان قد نظم شيئا يسيرا في صغره وكتبت عنه إ ذ
ذاك، ثم إنه ترك ذلك وأعرض عنه.
وسئل عن مسألة القدر بنظم، فأجاب فيها بنظم (3)، وقد قرئ عليه
وسمع منه.
وحل لغز الرشيد الفارقي بأبيات تشتمل على نحو مائة بيت على وزن
اللغز، وذلك في حياة والده رحمه الله تعالى، وله نحو العشرين من العمر،
__________
(1) (ف، ك):"طريق ".
(2) (ف): " والتقليل ".
(3) يعني الابيات التي نظمت على لسان ذمي في إنكار القدر، ومطلعها:
أيا علماء الدين ذمي دينكم تحير دلوه باعظم حجة
وهي في " مجموع الفتاوى ": (8/ 5 4 2 - 55 2). وقد سأل شيخ الاسلام عيسى بن
إبراهيم الماردي الشاعر سؤالا منظوما في القدر في عدة بيات، فاجاب عنه الشيخ نثرا.
انظر " مجموع الفتاوى ": (8/ 8 4 4 - 6 1 5)، و" الدرر الكامنة ": (3/ 0 0 2 - 1 0 2).