كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وسماعاته (1) من الحديث كثيرة، وشيوخه أكثر من مائتي شيخ، ومعرفته
بالتفسير إليها المنتهى، وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه.
وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين - فصلا عن مذاهب (2) الاربعة-
فليس له فيه نظير (3). وأما معرفته بالملل والنحل، والاصول والكلابم، فلا أعلم
له فيه نظيرا، ويدري جملة صا لحة من اللغة، وعربيته (4) قوية جدا، ومعرفته
بالتاريخ والسير فعجب عجيب!!
وأما شجاعته وجهاده وإقدامه، فأمر يتجاوز الوص! ويفوق النعت.
وهو أحد الاجواد الاسخياء الذين يضرب بهم المثل، وفيه زهد وقناعة
باليسير في المأكل و لملبس.
وقال الذهبي في موضع اخر - وقد ذكر الشيخ رحمه الله -: كان اية
في (5) الذكاء وسرعة الادراك، رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف،
بحرا في النقليات. هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا، وشجاعة
وسخاء، و مرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، وكثرة تصانيف.
قرأ وحصل، وبرع في الحديث و لفقه، وتأهل للتدرير والفتوى وهو
ابن سبع [ق 11] عشرة سنة. وتقدم في علم التفسير والاصول وجميع علوم
__________
(1) (ب، ق): " وسما عْا)] ه
(2) (ك): " ا لمذا هب ".
(3) (ب، ك): "فليس فيه"، (ف): "فليس له نظير".
(4) (ك): " عربية ". وسيا تي قول الذهبي: "وله يد طو لى في معرفة العربية والصرف و 1 للغة!.
(5) الاصل: " من ".
33

الصفحة 33