كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والفوارق، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق.
أحمده ئناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وشكرا له على نعمه
البواسق (1).
و شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب المغارب والمشارق،
و شهد أن محمدا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الخوارق، الموضح
لسبيل الحق في الجلائل والدقائق، صلى الله عليه وعلى اله (2) وسلم
صلاة وتسليما باقيين ما بقيت الخلائق.
أما بعد، فان الله سبحانه علم ما عليه بنو ادم من كثرة الاختلاف
والافتراق، وتباين العقول والاخلاق، حيث خلقوا من طبائع ذات تنافر،
وابتلوا بتشعب (3) الأفكار وا لخواطر. فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين
ومبينين للانسان ما يضله ويهديه، و نزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين
الناس فيما اختلفوا فيه. و مرهم بالاعتصام [ق 14] به حذرا من الافتراق (4) في
الدين، وحضهم عند التنازع على الرد إليه والى رسوله المبين. وعذرهم بعد
ذلك فيما يتنازعون فيه من دقائق الفروع العملية (5)، لخفاء مدركها وخفة
مسلكها وعدم إفضائها إلى بلية، وحضهم على ا لمناظرة وا لمشاورة،
__________
(1) (ف، ك): " ا لسو ا سق ".
(2) (ف) زيا دة: " وصحبه ".
(3) (ف): " بتشعث ".
(4) (ك): " ا لتفرق ".
(5) (ف، ك): " ا لعلمية " ه
46