كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
لاستخراج الصواب في الدنيا والاخرة، حيث يقول لمن رضي دينهم:
<وأمرهم شورفي بئنهم) [الشورى:38]، كما امرهم با لمجادلة وا لمقاتلة لمن عدل
عن السبيل العادلة، حيث يقول امرا وناهيا لنبيه والمؤمنين، لبيان ما يرضاه منه
ومنهم: <وبخدلهم بآلتي هي أخسن) [العحل:125] <ولاتجدلوا أهل
الشب إلا بالتى هي حسن الاآلذين ظلموا منهؤ) [العنكبوت:46].
فكان ائمة الاسلام ممتثلين لامر المليك (1) العلام، يجادلون اهل
الاهواء المضلة، حتى يردوهم (2) إلى سواء الملة، كمجادلة ابن عباس
رضي الله عنهما للخوارج المارقين، حتى رجع كثير منهم إلى ما خرج عنه
من الدين، وكمناطرة كثير من السلف الاولين لصنوف المبتدعة الماضين،
ومن في قلبه ريب يخالف اليقين، حتى هدبد الله من شاء من البشر،
وعلن (3) الحق وظهر، ودرس ما حدثه المبتدعون و ندثر.
وكانوا يتناطرون في الاحكام ومسائل ا لحلال وا لحرام، بالادلة
المرضية والحجج القوية، حتى كان قل مجلس يجتمعون فيه (4) إلا ظهر
الصواب، ورجع راجعون إليه؛ لاستدلال المستدل بالصحيح من الدلائل،
وعلم المنازع (5) أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
كمجادلة الصديق لمن نازعه في قتال مانعي الزكاة حتى رجعوا إليه،
__________
(1) (ب، ق):"الملك).
(2) (ف، ك): " يرد و نهم ".
(3) (ف): " و ا علن ".
(4) بقية النسخ: "عليه".
(5) ضبطها في الاصل و (ف): "وعلم المنازع ".
47