كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ومناظرتهم في جمع المصحف حتى اجتمعوا عليه، وتناظرهم (1) في حد
الشارب وجاحد التحريم، حتى هدوا إلى الصراط المستقيم. وهذا وامثاله
يجل عن العد والاحصاء، فانه أكثر من نجوم السماء.
ثم صار المتاخرون بعد ذلك قد يتناظرون في (2) أنواع التاويل
والقياس بما يؤثر في ظن بعض الناس، وان كان محند التحقيق يؤول إلى
الافلاس، لكنهم لم يكونوا يقبلون من المناظر إلا ما يفيد ولو ظنا ضعيفا
للناظر، واصطلحوا على شريعة من ا لجدل، للتعاون على إظهار صواب
القول (3) والعمل، ضبطوا بها قوانين الاستدلال، لتسلم عن الانتشار
والانحلال. فطرائقهم وان كانت بالنسبة إلى طرائق (4) الاولين غير وافية
بمقصود الدين، لكنها غير خارجة عنها بالكلية ولا مشتملة على مالا يؤثر
في القضية، وربما كسوها من جودة العبارة، وتقريب الاشارة، وحسن
الصياغة (5)، وصنوف البلاغة ما يحليها عند الناظرين، وينفقها عند
المتناظرين، مع ما اشتملت عليه من الادلة السمعية والمعا ني الشرعية (6)،
وبنائها على الاصول الفقهية والقواعد المرضية (7)، والتحاكم فيها إلى
__________
(1) (ب، ق): " ومنا ظر تهم ".
(2) الاصل و (ب، ق): "من".
(3) (ف): " التاول".
(4) (ق): " ادلة ".
(5) (ب، ق): " الصناعة ".
(6) الاصل: " الشريعية ".
(7) (ك): "الشرعية ".
48