كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وابن ماجه، والدارقطني؛ فانه سمع كل واحد منها مرات عدة. وأول كتاب
حفظه في الحديث " ا لجمع بين الصحيحين " للامام الحميدي.
وقل كتاب من فنون العلام إلا وقف عليه. كان الله قد خصه بسرعة
الحفظ وابطاء النسيان. لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء غالبا إلا
ولبقى على خاطره، إما بلفظه او معناه ه
وكان العلم كانه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره، فانه لم يكن له
مستعارا، بل كان له شعارا ودثارا. لم يزل اباو 5 هل الدراية التامة والنقد،
والقدم الراسخة في الفضل. لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة، ووفقه
في جميع عمره لاعلام السعادة، وجعل ماثره لامامته أكبر شهادة، حتى
اتفق كل ذي عقل سليم انه ممن عنى نبينا! سم! و بقوله: "ان الله يبعث على
راس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة امر دينها" (1). فلقد احيا الله به ما
كان قد درس من شرائع الدين، وجعله حجة على أهل عصره اجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
***
__________
(1) أخرجه أبو داود (1 9 2 4)، وا لحاكم: (4/ 522) وصححه من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه. وانظر " المقاصد ا لحسنة " (ص 1 12).
743