كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
أما معرفته وبصره بسنة رسول الله جمم و قواله و فعاله وقضاياه ووقائعه
وغزواته، وسراياه وبعوثه، وما خصه الله تعالى من كراماته ومعجزاته،
ومعرفته بصحيح المنقول عنه وسقيمه، والمنقول عن الصحابة رضي الله
عنهم في أقوا لهم و فعا لهم وقضاياهم وفتاويهم و حوا لهم، وأحوال
مجاهداتهم في دين الله، وما خصوا به من بين الأمة = فانه كان - رضي الله
عنه - من أضبط الناس لذلك، وأعرفهم فيه، و سرعهم استحضارا لما
يريده منه.
فانه قل أن ذكر حديثا في مصنف وفتوى، أو استشهد به، أو استدل به،
إلا عزاه في أي دواوين الاسلام هو، ومن أي قسم من الصحيح أو الحسن
أو غيرهاه وذكر اسم راويه من الصحابة. وقل أن يسأل عن أثر إلا وبين في
ا لحال حاله، وحال أمره (1) وذكره.
ومن أعجب الاشياء في ذلك: أنه في محنته الاولى بمصر (2) لما أخذ
وسجن، وحيل بينه وبين كتبه، صنف عدة كتب صغارا وكبارا، وذكر فيها ما
احتاج إلى ذكره من الاحاديث والاثار وأقوال العلماء و سماء المحدثين
والمؤلفين ومؤلفا تهم، وعزا كل شئ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم،
وذكر أسماء الكتب التي ذلك فيها، وفي أي موضع هو منها. كل ذلك
بديهة من حفظه؛ لانه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه. ونقبت (3)
__________
(1) كذا، ولعلها: " را ويه " أو نحو ه.
(2) سنة (5 0 7) 0
(3) في ال): "نقيت " وفي (ط المنجد): "نفيت ".
5 4 7