كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وكان لا يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط إلا ويصلي ويسلم. ولا والله ما رأيت
أحدا أشد تعظيما لرسول الله جمب! و، ولا أحرص على اتباعه ونصر ما جاء به
منه. حتى إذا كان أورد شيئا من حديثه في مسألة، ويرى أنه لم ينسخه شيء
غيره من حديثه يعمل به ويقضي ويفتي بمقتضاه، ولا يلتفت إلى قول غيره
من المخلوقين كائنا من كان. وقال رضي الله عنه: كل قائل إنما يحتح لقوله
لا به، إلا الله ورسوله.
وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه، ويقبل على الناس بوجه طلق
بشيش، وحلق دمث كأنه لقيهم حينئذ. وربما اعتذر إلى بعضهم من
التقصير في المقال مع ذلك الحال. ولقد كان درسه الذي يورده حينئذ قدر
عدة كراريس.
وهذا الذي ذكرته من احوال درسه أمر مشهور يوافقني عليه كل
حاضربه، وهم بحمد الله خلق كثير، لم يحصر عددهم: علماء ورؤساء
وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والادباء وغيرهم من عوام
المسلمين.
***
751