كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

العالم الفطن من حسن استنباطه، ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه.
ولقد سئل يوما عن الحديث " لعن الله المحلل له. . ." (1) فلم يزل يورد
فيه وعليه حتى بلغ كلامه فيه مجلدا كبيرا. وقل ان كان يذكر له حديث ا و
حكم فيشاء ان يتكلم عليه يومه ا جمع إلا فعل. أو يقرا بحضرته اية من
كتاب الله تعالى ويشرع في تفسيرها إلا وقطع المجلس كله فيها.
و ما ما خصه الله تعالى به من معارضة أهل البدع في بدعتهم، و هل
الاهواء في أهوائهم، وما ألفه في ذلك من دحض أقوا لهم وتزيمف أمثا لهم
و شكالهم، واظهار عوارهم وانتحا لهم، وتبديد شملهم، وقطع أوصالهم،
وأجوبته عن شبههم الشيظانية، ومعارضتهم النفسانية (2) للشريعة الحنيفية
المحمدية، بما منحه الله تعالى من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية
والتوضيحات العقلية، حتى انكشف قناع الحق، وبان فيما جمعه في ذلك
و لفه الكذب من الصدق، حتى لو ن أصحابها أحياء ووفقوا (3) لغير
الشقاء؛ لاذعنوا له بالتصديق، ودحلوا في الدين العتيق.
ولقد وجب على كل من وقف عليها، وفهم ما فيها أن يحمد الله تعالى
على حسن توفيقه هذا الامام لنصر الحق بالبراهين الواضحة العظام.
حدثني غير واحد من العلماء الفصلاء النبلاء الممعنين بالخوض في
__________
(1) أخرجه أ حمد (671)، وابو داود (078 2) وغيرهما من حديث علي رضي الله عنه
وروي عن جماعة من الصحابة.
(2) كذا، ولعلها: " القياسية ".
(3) (ط): " ووقفوا".
753

الصفحة 753