كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وحدثني أيضا: قد كنت أستكتب شعرا لبعض من انحرف عن الشيخ
قد تنقصه فيه. وكان سبب قوله ذلك الشعر أنه نسب إلى قائله شعر وكلام
يدل على الرفض، فأخذ الرجل وأثبت ذلك عليه في وجهه عند حاكم من
حكام الشرع المطهر، لمحأمر به فشهر حاله بين الناس، فتوهم أن الذي كان
سبب ذلك الشيخ، فحمله ذلك على أن قال فيه ذلك الشعر، وبقي عندي،
وكنت ربما اورد بعضه في بعض الاحيان، فوقعت في عدة اشياء من
المكروه والخوف متواترة، ولولا لطف الله تعالى بي فيها لأتت على نفسي،
فنظرت من أين دهيت، فلم ر لذلك سببا إلا إيرادي لبعض ذلك الشعر،
فعاهدت الله أن لا أنوه بشيء منه، فزال عني أكثر ما كنت فيه من المكاره،
وبقي بعضه، وكان ذلك الشعر عندي فأخذته وحرقته وغسلته، حتى لم يبق
له أئر، واستغفرت الله تعالى من ذلك، فأذهب الله عني جميع ما كنت فيه
من المكروه وا لخوف، وأبدلني الله به عكسه، ولم أزل بعد ذلك في خير
وعافية، ورأيت ذلك حالا من أحوال الشيخ ومن كرامته على الله.
وحدثني أيضا قال: أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز
قال: قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة، فسلمت عليه، فرد علي ورحب
بي، وادناني ولم يسالني هل معك نفقة ام لا. فلما كان بعد ايام وقد نفدت
نفقتي أردت أن أخرج من مجلسه بعد أن صليت مع الناس وراءه، فمنعني
و جلسني دونهم، فلما خلا المجلس دفع إ لي جملة دراهم، وقال: أنت
الان بغير نفقة، فارتفق بهذه، فعجبت من ذلك، وعلمت أن الله كشفه على
حا لي أولا لما كان معي نفقة، واخرا لما نفدت واحتجت إلى نفقة.
وحدثني من لا أ تهمه أن الشيخ - رضي الله عنه - حين نزل المغل
775

الصفحة 775