كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بالشام لأخذ دمشق وغيرها، رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا، وجاء إليه
جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين، فتوجه إلى الله، ثم قال: أبشروا،
فان الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة، حتى ترون الرووس معئأة
بعضها فوق بعض. قال الذي حدثني: فوالذي نفسي بيده - أو كما خلف-
ما مضى إلا ثلاث - مثل قوله - حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ، على
ظاهر دمشق، معبأة بعضها فوق بعض (1).
وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن أحمد بن عيسى النساج أن
الشيخ - رضي الله عنه - كان يعود المرضى بالبيمارستان بدمشق، في كل
يوم، فجاء على عادته فعادهم، فوصل إلى شاب منهم فدعا له، فشفي
سريعا، وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه، فلما راه هش له و دنا 5، ثم
دفع إليه نفقة وقال: قد شفاك الله، فعاهد الله ان تعجل الرجوع إلى بلدك،
أ يجوز أن تترلن زوجتك وبنات لك أربعا بلا نفقة وتقيم هاهنا، فقال الفتى:
فقبلت يده وقلت: يا سيدي أنا تائب إلى الله على يدلن، وعجبت مما
كاشفني به، وكنت قد تركتهم بلا نفقة، ولم يكن قد عرف بحا لي احد من
اهل دمشق.
وحدثني من أثق به: أن الشيخ - رضي الله عنه - خبر عن بعض القضاة
نه قد مضى متوجها إلى مصر المحروسة لمملد القضاء، وأنه سمعه يقول:
حالما صل إلى البلد قاضيا أحكم بقتل فلان، رجل معين من فصلاء أهل
العلم والدين، قد أ جمح الناس على علمه وزهده وورعه، ولكن حصل في
__________
(1) وذلك في معركة شقحب سنة (2 70 هـ)
776

الصفحة 776