كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كان إلى حين وفاته مشتغلا بالله عن جميع ما سواه.
قال: فما هو إلا ن سمع الناس بموته حتى لم يبق في دمشق من
يستطيع المجيء إلى الصلاة عليه و راده إلا حضر لذلك وتفرغ له، حتى
غلقت الأسواق بدمشق، وعطلت معايمثمها حينئذ، وحصل للناس بمصابه
أمر شغلهم عن غالب أمورهم و سبابهم، وخرج الأمراء والروساء،
والعلماء والفقهاء، والاتراك والأجناد، والرجال والنساء والصبيان من
الخواص و لعوام.
قال: ولم يتخلف أحد من الناس فيما أعلم إلا ثلاثة انفس كانوا قد
اشتهروا بمعاندته (1)، فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم، بحيث غلب
على ظنهم أنهم متى خرجوا رجمهم الناس فأهلكوهم (2).
فغسل رضي الله عنه وكفن. قال: وازدحم من حضر غسله من الخاصة
والعامة على الماء المنفصل عن غسله، حتى حصل لكل واحد منهم شيء
قليل (3).
ثم أخرجت جنازته، فما هو إلا أن راها الناس حتى أكبوا عليها من كل
جانب، كل منهم يقصد التبرك بها، حتى خشي على النعش أن يحطم قبل
وصوله إلى القير، فأحدق بها الامراء والاجناد، واجتمع الاتراك فمنعوا
__________
(1) عند ابن كثير: " بمعاداته ".
(2) ذكرهم ابن كثير عن البوزا لي، وهم: ابن جملة، والصدر، والقحفازي. انظر " البداية
والنهاية ": (4 1/ 46 1 - ط الريان)، وهذه الاسماء ليست في ط دار هجر.
(3) هذا من التبزك غير المشروع.
791

الصفحة 791