كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقد رثاه كثير من الفصلاء بقصائد متعددة، ولا يسع هذا المختصر
ذكرها، وذلك لما وجب للشيخ - رضي الله عنه - عليهم من الحق في
إرشادهم إلى الحق، والمنهح المستقيم لالادلة الواضحة الجلية النقلية
والعقلية، خصوصا في أصول الدين، فإن الله أنعم على الناس في هذا
الزمان الذي قد ظهرت فيه البدع و ميتت السنن، وصار أغلب أهله
ممرجين في البدع وا لحرام من حيث لا يشعرون، ومن حيث لا يعلمون،
ومن الله عليهم بما وفقه له من إيضاح أصول الدين، وتبيين الحق المحض،
والاعتقاد العدل، وافراده عن غيره من البدع والصلالات بأمور لم جق
إلى مثلها، واظهارها على لسانه بما أورده من ذلك من مؤلفاته ومصنفاته
وقواعده المطابقة للحق، وتقريراته، وما أبرزه من الحجج والبراهين
الظاهرة، الموافقة للمعقول والمنقول، مما لم يتمكن أحد من المتكلمين
والمناظرين الاتيان بمثله، وما أظهره وأورده من كثرة الدلائل العقلية بعد
النقلية حتى قطع به جميع المبتدعين، وكشف به عوار حجج الشاكين
المشككين.
فجزاه الله أحسن الجزاء عن الاسلام والمسلمين، وسبحان من أعطاه
ما ولاه، ومده بحسن التوفيق إلى ما هداه، وأعانه بالصبر ا لجميل إلى أن
توفاه، ورضي عنه وأرضاه، ورزقنا والمسلمين كافة ا لحياة والموت على
الكتاب والسنة حتى نلقاه، والاعتصام بهما جميعا في جميع ما نلقاه.
والحمد لله أولا واحزا، وظاهرا وباطنا، حمدا كثيزا طيبا مباركا فيه،
كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام الاكملان الاطيبان على سيدنا
794

الصفحة 794