كتاب الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (اسم الجزء: 1)

المأخذ الأول: التشيع:
وقد انقسم الناس في ذلك إلى ثلاث فرق، منهم من اقتصر على رميه بالتشيع فحسب، ومنهم من غلا فرماه بالرفض والغلو في التشيع، ومنهم من نفى منه التشيع أصلًا.
فأول من عرف عنه القول بتشيع الحاكم، فيما بين أيدينا من مصادر، هو أبو ذر الهَرَوي، فقد ساق السِّلفي في "معجم السَّفَر" ص (239) بإسناده إلى أبي الوليد الباجي أنه قال: قال لنا أبو ذر عبد بن أحمد بن عفير الهَرَوي بمكة: كنا في حلقة الحاكم أبي عبد الله بن البيع الحافظ بنيسابور إذ أخرج عن السُّدِّي في "الصحيح" نتغامز عليه، وذلك أنه روى حديث الصبر ولم يتابعه أحد عليه، وكان يُنسب إلى التشيع. والخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، حيث قال في "تاريخه" (5/ 474): وكان ابن البيع يميل إلى التشيع. ثم تتابعت كلمات بعض من ترجم له على ذلك، فقال السمعاني في "الأنساب" (1/ 455): كان فيه تشيع ثم ذكر كلام الخطيب.
وقال ابن عبد الهادي في "طبقاته" (3/ 242): هو شيعي معظم للشيخين. وقال الذهبي في "العبر" (2/ 211): كان فيه تشيع. وفي "النبلاء" (16/ 358): تشيعه خفيف. وقال في "الميزان" (3/ 608): هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرُّض للشيخين. وقال الأسنوي في "طبقاته" (1/ 195): كان يميل إلى التشيع ويظهر التسنن. وقال الحافظ في "اللسان" (5/ 11): إن في ابن قتيبة انحرافًا عن أهل البيت، والحاكم على الضد من ذلك. وقال ابن الجزري في "غاية النهاية" (2/ 185): كان شيعيًا مع حبه للشيخين -رضي الله عنهما-. وقال ابن ناصر الدين في شرح

الصفحة 110