كتاب الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (اسم الجزء: 1)

بتقليد من يعظم في نفوسهم، والغلو في ذلك حتى إذا قيل لهم: أنه غير معصوم عن الخطأ، والدليل قائم على خلاف قوله في كذا، فدل على أنه أخطأ ولا يحل لكم أن تتبعوه على ما أخطأ فيه، قالوا: هو أعلم منكم بالدليل، وأنتم أولى بالخطأ منه، فالظاهر أنه قد عرف ما يدفع دليلكم هذا، ولذا ترى بعض أهل العلم يغض من مكانة ذلك الفاضل لردع هؤلاء السائمة ... الخ.
5) أنه قد ذكر في "تاريخ نيسابور" ترجمة حمزة بن محمَّد العلوي، أنه جرى بحضرته ذكر يزيد بن معاوية فقال: أنا لا أكفر يزيد لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني سألت الله أن لا يسلط على أمتي أحدًا من غيرهم فأعطاني ذلك" (¬1). قالوا: فكيف يتصور فيمن يروي مثل هذه الحكاية في يزيد الذي يقول فيه الذهبي في "النبلاء" (4/ 36): يزيد ممن لا نسبه ولا نحبه، أنه ينال من معاوية - رضي الله عنه -؟!
الدليل الثاني: ما يحُكى عنه من أنه يقدم عليًا على عثمان - رضي الله عنه -.
قال السبكي في "طبقاته" (4/ 161): وقد رمي هذا الإِمام الجليل بالتشيع، وقيل: إنه يذهب إلى تقديم علي، من غير أن يطعن في واحد من الصحابة - رضي الله عنهم-. وقال ابن هداية الله في "طبقاته" ص (124): أبو عبد الله الحاكم كان فقيهًا حافظًا ثقة عليًا، لكنه يفضل علي بن أبي طالب على عثمان - رضي الله عنهما-.
¬__________
(¬1) "الأنساب" (3/ 212).

الصفحة 114