كتاب الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (اسم الجزء: 1)

قالت: أول حجر حمله النبي - صلى الله عليه وسلم - لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرًا آخر، ثم حمل عمر حجرًا آخر، ثم حمل عثمان حجرًا آخر، فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدون؟ فقال: "يا عائشة هؤلاء الخلفاء من بعدي".
قال السبكي في "طبقاته" (4/ 168): فمن يخُرِّج هذا الحديث الذي يكاد يكون نصًا في خلافة الثلاثة، مع ما في إخراجه من الاعتراض عليه، يظن به الرَّفض!!
ثالثًا: قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (7/ 273) بعد ذكره حديث الطير: هذا مع أن الحاكم منسوب إلى التشيع، ... ، ولكن تشيعه -أي على فرض ثبوته- وتشيع أمثاله من أهل العلم بالحديث، كالنسائي، وابن عبد البر، وأمثالهم، لا يبلغ إلى تفضيله على أبي بكر وعمر، فلا يُعرف في علماء الحديث من يفضِّله عليها، بل غاية المتشيع منهم أن يفضله على عثمان، أو يحصل منه كلام أو إعراض عن ذكر محاسن من قاتله ونحو ذلك؛ لأن علماء الحديث قد عصمهم وقيدهم ما يعرفون من الأحاديث الصحيحة الدالة على أفضلية الشيخين، ومن ترفض ممن له نوع اشتغال بالحديث كابن عقدة وأمثاله، فهذا غايته أن يجمع ما يُروى في فضائله المكذوبات و"الموضوعات" لا يقدر أن يدفع ما تواتر من فضائل الشيخين، فإنها باتفاق أهل العلم بالحديث أكثر مما صح في فضائل علي - رضي الله عنه - وأصح وأصرح في الدلالة اهـ.
الدليل الرابع: إخراجه حديث الطير في "مستدركه"، وتصحيحه له، وكذا حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه". قال الخطيب البغدادي في

الصفحة 117