كتاب الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (اسم الجزء: 1)

وليس كل أحد يصبرُ على هذا الفن. (¬1)
وقد أحببت أن يكون لي سهمٌ في هذا المضمار، الذي يحبب للتوجه إليه كل وجيه، فشمرت عن ساق الجد، واستعنت بالله فإنه خير معين وممد،
وقلَّ من جدَّ في أمر يحاوله ... فاستعمل الصبر إلا فاز بالظفر
وإن لم اكن أرى نفسي أهلًا لما هنالك، ولا من فرسان ميادين تلك المسالك، فلا يمنعني ذلك من أن أجود بقليِّ وموجودي، ورحم الله القائل: (¬2)
أسير وراء الركب ذا عرج ... مؤملًا جبر ما لاقيت من عرج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ... فكم لرب الورى في الناس من فرج
وإن ضللت بقفر الأرض منقطعًا ... فما على أعرج في ذاك من حرج
فتشبهًا بطريقة هؤلاء الأخيار، في جمع رواة الأخبار، من الأجزاء والمشيخات وبطون كتب الأحبار، فقد جمعت في هذه المجموعة الثالثة -والتي أسميتها "الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم"- مشيخة أحد شيوخ الإِسلام، واحد الأئمة الأعلام؛ الذابين عن سنة خير الأنام، عليه وعلى آله أفضل صلاة وأتم سلام، ذاك العَلَم الشامخ الهمام، أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الحاكم بن البيِّع الإِمام، قمت بجمع ذلك من جميع كتبه المطبوعة، والتي هي: "المستدرك على الصحيحين"، و"معرفة علوم الحديث"، و"المدخل إلي معرفة الإكليل"، و"المدخل إلي الصحيح"، و"تسمية من أخرج لهم البخاري ومسلم"، و"أجوبته على سؤالات البغاددة
¬__________
(¬1) "إتحاف العباد" ص (14).
(¬2) مقدمة "شرح سنن النسائي" ص (7) للعلامة محمَّد المختار الشنقيطي -رحمه الله تعالي -.

الصفحة 16