كتاب الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (اسم الجزء: 1)

حرمة، وأتمهم ديانة واعتقادًا، وأعمِّهم بركة وفائدة، وبيته بيت العلم والتزكية، قرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنف في الأصول والحديث، وكان نظيف النفس نقي الطهارة، مبالغًا في الاحتياط، مائلًا من شدة الاحتياط إلى الوسوسة، حدث نحوًا من خمسين سنة، وأملى أربعين سنة، أصابه وقر في أذنه في آخر عمره، وكان يُقرأ عليه مع ذلك، ويحتاط في السماع إلى أن اشتد ذلك قريبا من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن أن يسمع، وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدة احتياطه. وقال أبو سعد السمعاني: فاضل غزير العلم، رحل إلى العراق والحجاز. وقال الذهبي: الإِمام العالم المحدث، مسند خراسان، قاضي القضاة، انتقى عليه أبو عبد الله الحاكم، وكان بصيرًا بالمذهب، فقيه النفس، يفهم الكلام. وقال -أيضًا-: شيخ خراسان علمًا ورئاسة وعلو إسناده وقال السبكي: كان كبير خراسان رياسة وسؤددًا وعلو إسناد ومعرفة بمذهب الشافعي. وقال الألباني: كان فاضلًا غزير العلم.
ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قلت: [حافظ كما يجب مشهور في القضاء، وقد سمع منه قبل موته بسنتين أو ثلاث؛ ففي سماعه نظر لضعف سماعه جدًا بآخره].
"مختصر تاريخ نيسابور" (37/ أ)، "الإكمال" (2/ 238)، "زيادات الأنساب المتفقة" (184)، "المنتخب من السياق" (174)، "الأنساب" (2/ 240، 245)، "التقييد" (149)، "طبقات ابن الصلاح" (1/ 329)، "النبلاء" (17/ 356)، "تاريخ الإِسلام" (29/ 44)، "العبر" (2/ 243)،

الصفحة 198