كتاب المجلى في شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
وهي من الله تعالى فمعطي الكمال أولى به (¬1)
*وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة (¬2) مجبولة (¬3) مفطورة (¬4)
على محبة الله وتعظيمه وعبادته (¬5) .
وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة (¬6) في حق الله تعالى كالموت والجهل والنسيان والعجز والعمى والصمم ونحوها (¬7) لقوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58]
¬_________
= حتى كأنه ليس من جنسه وهذا بناء على الراجح عند الأصوليين أن عطف الخاص على العام ليس تخصيصاً
وقال السيوطي في نظمه في البلاغة:
وذكر خاص بعد ذي عموم ... منبهاً بفضله المعلوم
كعطف جبريل وميكال على ... ملائك قلت وعكسه جلا
انظر شروح التلخيص (3/217) ، شرح عقود الجمان (1/239) ، والبلاغة لحفني ناصف ص 167.
(¬1) هذا يسمى بقياس الأولوية وسيأتي في الملحق تقرير هذه القاعدة.
أما النفوس المريضة بالشبهات والتخرصات فإنهم يكرهون فطرهم وعقولهم على قبول المحال المتناقض انظر الفتاوى (4/60) .
وقال شارح الطحاوية ص95: " أودع الله في الفطرة الإنسانية التي لم تتنجس بالجحود والتعطيل، ولا بالتشبيه والتمثيل، أنه سبحانه الكامل في أسمائه وصفاته وأنه الموصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، وما خفي عن الخلق من كماله أعظم وأعظم مما يعرفونه منه "
(¬2) أي مخلوقة، من الجبل بمعنى الخلق.
(¬3) انظر تفسير ابن عاشور (23/28) ، ونزهة القلوب في تفسير غريب القرآن للسجستاني ص 198.
(¬4) الفطر أصله الشق طولاً، وفطر الله الخلق هو إيجاده الشيء وخلقهم.
مفردات الراغب (2/494) ، والبرهان في غريب القرآن لحسن الحبشي ص 324
(¬5) ... ما لم تتغير الفطر وتتلوث بشبه خارجية.
(¬6) ... ممتنعة عقلاً وشرعاً.
(¬7) ... والظلم والعطش والبكاء والحزن والأكل والشرب انظر شرح التدمرية لفالح آل مهدي ص 290.