كتاب المجلى في شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص كما في قوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة (¬1)
غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا (¬2) بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} [المائدة: 64] وقوله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق} (¬3) [آل عمران: 181]
ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص فقال سبحانه: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين (¬4) والحمد لله رب العالمين} [الصافات: 180-182] وقال تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون} (¬5) [المؤمنون: 91]
¬_________
= صحيحه كما في شرح النووي (17/35) .
والشاهد من الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم، نفى عن الله الصمم لأن الله سميع وهو قريب مع العبد.
ومعنى (اربعوا) أي ارفعوا وأمسكوا عن الجهر.
انظر عون الباري على البخاري لصديق حسن خان (5/279)
وقال أنور الكشميري في فيض الباري على البخاري (4/134) : ليس في الحديث النهي عن الجهر بل فيه كونه لغواً لأن الذي تدعونه أقرب إليكم من حبل الوريد ا. هـ
(¬1) ... أي عن الخير والإحسان والبر.
(¬2) ... هذا دعاء عليهم بجنس مقالتهم لأن كلامهم متضمن وصف الله الكريم بالبخل وعدم الإحسان فجازاهم بأن كان هذا الوصف منطبقاً عليهم فكانوا أبخل الناس وأقلهم إحساناً وأسوأهم ظناً بالله وهذا هو الشاهد من الآية.
انظر تفسير السعدي (1/500) .
(¬3) ... أي أن الله سمع ما قالوه وأنه سيكتبه ويحفظه مع أفعالهم الشنيعة وهو قتلهم الأنبياء الناصحين وأنه سيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.
السعدي (1/298) .
(¬4) ... لسلامتهم من الآفات والذنوب، وسلامة ما وصفوا به فاطر الأرض والسماوات.
والشاهد أن الله نزه نفسه عما يصفونه به فهو المقدس عن النقص المحمود بكل كمال. السعدي (4/277) .
(¬5) ... الشاهد من الآية أن الله نزه نفسه عما يصفونه من الشريك والولد.
تفسير فتح البيان لصديق حسن خان (9/146) .