كتاب المجلى في شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف (¬1) وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل (¬2)
ملحق القاعدة الأولى
ذكرنا في الحاشية على القاعدة الأولى أننا سنتكلم في الملحق عن:
1 - تفصيل القول في كلام المؤلف (لا احتمالا ولا تقديراً)
2 - الأسماء المقترنة.
أولاً: المراد من قول المؤلف (لا احتمالا ولا تقديراً)
سوف يتضح المراد من خلال تقسيمنا الألفاظ إلى أربعة أقسام وهي:
1 - إما أن تدل على معنى ناقص لا كمال فيه كالعجز والفقر والعمى فهذا لا يجوز أن يسمى الله به فلا يسمى بالعاجز أو الفقير أو الخائن
2 - ألفاظ تدل على النقص في حال وعلى الكمال في حال أي تحمل الوجهين في نفس المعنى مثل: المكر، الكيد، الاستهزاء فهذا لا يسمى الله به أيضاً فلا يقال: الماكر والمخادع والمستهزئ كما سيأتي في قواعد الصفات وهذا هو مراد المؤلف من لا احتمالا.
3 - ألفاظ تدل على الكمال لكن تحمل النقص بالتقدير الذهني كالمتكلم، والمريد، والفاعل والشائي (الذي يشاء) .
مثاله: المتكلم قد يتكلم بخير وقد يتكلم بشر فلا يسمى الله به لأن أسماءه لا تحمل النقص ولو بالتقدير.
¬_________
(¬1) لأنه ليس له حكمة فلم يجمع بين العزة والحكمة بل هو عزيز غير حكيم وقد يوجد من يجمع بينهما فيكون قد أوتي خيراً كثيراً بخلاف عزة الله وحكمته فهما مقترنان.
(¬2) أي أن بعض الناس عنده حكمة ويضع كل شيء في موضعه ويتصرف تصرفاً حسناً لكن ليس عنده عزة وقوة التي ينفذ فيها ما أراد أما الله عز وجل فحكمته مقرونة بالعزة.