كتاب أدب الكاتب = أدب الكتاب لابن قتيبة

قال الأصمعي: هذه زرقاء اليمامة نظرت إلى قطاً. قال: وأما الدواجن فهي التي تُستفرَخ في البيوت؛ فإنها وما شاكلها من طير الصحراء اليمام، الواحدة يمامة. ومن ذلك: " الرَّبيعُ " يذهب النَّاس إلى أنَّه الفصل الَّذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الوَرْدُ والنَّوْرُ، ولا يعرفون الربيع غيره، والعرب تختلف في ذلك: فمنهم من يجعل الربيع الفصل الَّذي تُدرك فيه الثمار - وهو الخريف - وفصل الشتاء بعده؛ ثم فصل الصيف بعد الشتاء - وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع - ثم فصل القَيْظ بعده، وهو الوقت الذي تدعوه العامة الصيف؛ ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار - وهو الخريف - الربيع الأول، ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء وتأتي فيه الكَمْأَةُ والنَّوْرُ الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. ومن ذلك: " الظلُّ والفَيْءُ " يذهب الناس إلى أنهما شيء واحد، وليس كذلك؛ لأن الظل يكون غُدوةً وعشيَّةً، ومن أول النهار إلى آخره،

الصفحة 26