كتاب أدب الكاتب = أدب الكتاب لابن قتيبة

وكان تُبّع إذا أراد قتل رجلٍ دفعه إليه، فقال الناس: " وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ " ثم قيل ذلك لكل شيء قد يُئس منه.
ويقولون لمن رفع صوته " قد رَفَعَ عَقِيرَتَهُ " وأصله أن رَجُلاً قُطعت إحدى رِجْليه فرفعها ووضعها على الأخرى وصرخ بأعلى صوته؛ فقيل لكل رافعٍ صوته: قد رفع عقيرته، والعقيرة: الساق المقطوعة.
ويقولون للمرأة السيئة الخلق " غُلٌّ قَمِلٌ " وأصله أن الغُلّ كان يكون من قِدٍّ وعليه شَعْر فيقمَل على الأسير.
ويقولون " هو ابنُ عمِّي لَحًّا " أي: لاصق النسب من قولهم " لَحِحَتْ عينُه " إذا لصقت، ويقولون في النكرة " هو ابنُ عم لَحّ ".
ويقولون " أرَيْته لَمْحاً باصراً " أي: نظراً بتحديقٍ شديد. ومَخْرَجُ باصِرٍ مخرجُ لابنٍ وتامر ورامح، أي: ذو تمر ولبن ورمح وبصر.
ويقولون " بَرِحَ الخفاء " أي: انكشف الأمر وذهب السِّتر، وبَرِحَ في معنى زال. ويقال: صار في البَرَاح، وهو المتَّسع من الأرض.

الصفحة 53