كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 4)
وعشرة في حساب الضرب جذر مائة، يريد أن الأمانة أول ما نزلت في قلوب رجال الله واستولت عليها، فكانت هي الباعثة على الأخذ من الكتاب والسنة.
وفيه: (فيظل أثرها مثل الوكت). الوكتة كالنقطة في الشيء. يقال: وكت البسرة توكيتا من نقط الإرطاب. يريد أن الأمانة ترفع عن القلوب عقوبة لأصحابها على ما اجترحوه من الذنوب، حتى إن الرجل إذا استيقظ من منامه لا يجد قلبه على ما كان عليه، ويبقى فيه أثر تارة مثل الوكت، وتارة مثل المجل، وهو انتفاط اليد من العمل. أراد به خلو القلب عن الأمانة، مع بقاء أثرها من طريق الحسبان، فضرب المثل بالشاهد ليدله ذلك على ما خفي عليه واستتر منه من المعنى.
وفيه: (كجمر دحرجته على رجلك). أي: يكون أثر ذلك في القلب كأثر جمر قلبته على رجلك. يقال: دحرجته فتدحرج، والمدحرج: المدور.
وفيه: (فنفط فتراه منتبرا)
قلت: إنما أتى بالحرفين على التذكير إرادة للموضع الذي دحرج عليه الجمر من رجله. (والمنتبر): المنتفط, ومنه الحديث: (إن الجرح ينتبر في رأس الحول) أي: يرم وينتفط.
ومنه قول عمر- رضي الله عنه-: (إياكم والتخلل بالقصب، فإن الفم ينتبر منه).
الصفحة 1139
1556