كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 1)

أي: يقترعوا؛ يقال: ساهمته، أي: قارعته، فسهمته أسهمه- بالفتح- وأسهم بينهم، أي: أقرع، وتساهموا، أي: تقارعوا.
وفيه: (ولو تعلمون ما في التهجير).
التهجير: السير في الهاجرة إلى صلاة الظهر للجماعة، وإلى صلاة الجمعة، وقد فسره الأكثرون بـ (التبكير): فمنهم من قال: إلى الجمعة، ومنهم من قال: إلى كل صلاة.
ومما يدل على أن المراد منه: التبكير إلى الجمعة: قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ومثل المهجر كالذي يهدى بدنة).
ثم إن التهجير على معنى: السير في المهاجرة- غير مستقيم في هذا الحديث؛ لأن الهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر، وهذا الوقت إنما يكون بعد الزوال، وليس بوقت فضيلة في التبكير إلى الجمعة.
وفيه: (ولو حبوا). يقال: حبا الصبي على استه: إذا زحف
[415] ومنه: حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء ... الحديث).
كانت الأعراب يحلبون الإبل بعد غيبوبة الشفق حين يمد الظلام رواقه، ويسمى ذلك الوقت: العتمة،

الصفحة 189