كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 1)

أي: يعظم ذلك عنده؛ فإن من شأن المتعجب عن الشيء أن يعظم عنده ذلك الشيء.
وقيل: يرضى بك.
وفيه: (في رأس شظية من الجبل).
قال الأزهري: الشظية والشنظية: فنديرة من فنادير الجبل، والفندير والفنديرة: هي الصخرة العظيمة تندر من رأس الجبل.
[441] ومنه: حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يغفر للمؤذن مدى صوته).
مدى الشيء: غايته، والمعنى: أنه يستكمل مغفرة الله إذا استوفى وسعه في رفع الصوت؛ فبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية من الصوت.
على هذا الوجه فسره أبو سليمان الخطابي، قال: وفيه وجه آخر، وهو أنه كلام تمثيل وتشبيه، يريد أن المكان الذي ينتهى إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين وبين مقامه الذي هو فيه ذنوبا تملأ تلك المسافة- لغفرها الله.
[442] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عثمان بن أبي العاص، رضي الله عنه: (واقتد بأضعفهم).
المراد من الاقتداء- في هذا الحديث- متابعة الإمام أضعف المقتدين به في تخفيف الصلاة على ما يحتمله: متنه، وتقتضيه حاله التي هو عليها، وإنما ذكره بلفظ (الاقتداء)؛ تأكيدا للأمر المحثوث عليه؛ لأن من شأن المقتدى أن يتابع المقتدى به، ويجتنب خلافه.

الصفحة 197