كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 2)

قلت 130] /أ [: وفي (كتاب أبي داود)، عن جابر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل موته بثلاث .... الحديث): وقع لنهى في ظاهر الكلام على الموت، فإنها نهاهم عن الحالة التي] ..... [دونها الرجاء لسوء عملهم، وقبح صنيعهم؛ كيلا يصادفهم الموت عليها، وهو- في الحقيقة- حث على الأعمال الصالحة المفية إلى حسن الظن، وفيه تنبيه على تأميل العفو، وتحقيق الرجاء في روح الله.
(ومن الحسان)
[1096] حديث عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم لأصحابه: (استحيوا من الله حق الحياء .... الحديث): (ذات يوم): هو من ظروف الزمان التي لا تتمكن تقول: لقيته ذات يوم، وذات ليلة، وذات غداة، وذات العشاء، وذات مرة، وذات الزمين وذات العويم فلعلهم يريدون بالتأنيث حملها على الحالة، أو يعنون: لقيته لقية ذات يوم.
وفيه: (فليحفظ الرأس وما وعى):
الوعي: الحفظ، يريد: ما يعيه الرأس من السمع والبصر واللسان حتى لا يستعملها إلا فيما يحل.
وفيه: (والبطن وما حوى):
أي: ما جمع، يريد: لا يجمع فيه إلا الحلال، ولا يأكل إلا الطيب.
ويحتمل: أن يكون المراد مما حواه البطن: القلب يحفظ مما يعقب القسوة، ويورث الغفلة.
ويروى: (ولا تنسوا الجوف وما وعى، والرأس وما احتوى).
قيل: أراد بالجوف: البطن والفرج؛ وفى الحديث: (أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان).
[1098] ومنه: حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (المؤمن يموت بعرق الجبين).

الصفحة 382