كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 2)

كتاب (الاستيعاب) (أن التي شهدت أم عطية غسلها، وحكت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها: هي أم كلثوم زوجة عثمان رضي الله عنهما؛ توفيت سنة تسع من الهجرة، والصحيح ما قدمناه؛ روى مسلم في (جامعه) أنها زينب.
وفيه: (أشعرنها إياه).
أي: اجعلنه شعارها، والشعار: ما يلي من الثوب بشرة الإنسان.
[1110] ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها-: (بيض سحولية): السحل: الثوب الأبيض من الكرسف من ثياب المن؛ قال المسيب بن علس- يذكر ظعنا-:
في الآل يخفضها ويرفعها .... ربع يلوح كأنه سحل
شبه الطريق بثوب أبيض.
وجمع سحل: سحول، ويجمع- أيضاً- على: سحلن ويقال: سحول: موضع باليمن، وهي تنسب إليه؛ وعلى هذا: فالسين منه مفتوحة.
[1111] ومنه: حديث جابر رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كفن أحدكم أخاه، فليحسن كفنه).
معنى ذلك- والله أعلم-: أن يختار لأخيه المسلم من الثياب أثمنها وأنظفها وأنصعها لوناً، على ما وردت به السنة، ولمم يرد ب (التحسين): ما يأثره المبذرون أشرا ورياء من الثياب الرقيق؛ فإن ذلك منهي عنه بأصل الشرع، وهو النهي عن إضاعة المال، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تغالوا في الكفن؛ فإنه يسلب سلباً سريعاً)، وقد ثبت أن أبا بكر الصديق- رضي الله عنه- قال: (ادفنوني في ثوبي هذين؛ فإنما هما للمهل والتراب)، قد كان رضي الله عنه- أعلم الصحابة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأيامه 131] /ب [، وأحرصهم على إتباع سنته.
وفي حديث جابر هذا زيادة مبينة للمعنى الذي ذكرناه، ولم يذكر في (كتاب المصابيح)، وقد ذكر (مسلم) الحديث بتمامه في (كتابه)، وهو حسن السياق للأحاديث، وسياق حديثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوماً، فذكر رجلاً من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل، وقبر ليلاً، فزجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كفن أحدكم أخاه، فليحسن كفنه).

الصفحة 386