كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 2)

[1117] ومنه: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أنه لما حضره الموت، دعا بثياب جدد .... الحديث.
ذهب الجمهور من أصحاب المعاني- لاسيما المحققون منهم-: أن الثياب في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها) -: كناية عن الأعمال التي يموت عليها، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يبعث العبد على ما مات عليه) أي: على ما مات عليه من عمل صالح أو سيء؛ والعرب تكنى بالثياب عن الأعمال؛ لملابسة الرجل بها ملابسته بالثياب، ومنه قول الراجز:
لكل دهر قد لبست أثوبا .... حتى اكتسى الرأس قناعاً أشيبا
واستدلوا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يحشر الناس حفاة عراة)، قالوا: وأبو سعيد فهم من كلامه - صلى الله عليه وسلم - ما دل عليه الظاهر؛ فغاب عن مفهوم الكلام.
قلت: وقد كان في الصحابة- رضوان الله عليهم- من يقصر فهمه في بعض الأحايين عن المعنى] المراد [والناس متفاوتون في ذلك؛ فلا يعد أمثال ذلك عليهم عثرة، وقد سمع عدي بن حاتم الطائي-

الصفحة 387