كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 2)

[1248] ومنه: حديث ابن عمر- رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتى يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم) المزعة بالضم: قطعة لحم، ويعبر بها عن القليل. يقال: ما عليه مزعة، وما في الإناء مزعة من الماء، أي: جرعة. والمراد به ما يلحقه في الآخرة من الغضاضة والهوان من ذل السؤال. هذا، وقد عرفنا الله- سبحانه- أن الصور في الدار الآخرة تختلف باختلاف المعاني، قال الله تعالي {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} فالذي [147/أ] يبذل وجهه لغير الله في الدنيا، من غير ما بأس وضرورة، بل للتوسع والتكثر يصيبه شين في الوجه بذهاب اللحم عنه، ليظهر للناس على صورة المعنى الذي خفي عليهم منه.
[1251] ومنه: قول حكيم بن حزام- رضي الله عنه- في حديثه: (والذي بعثك بالحق، لا أرزأ بعدك

الصفحة 433