كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 2)

الذي يسقي المزارع، وجمعه أربعاء، وأربعة، مثل: نصيب وأنصباء، وأنصبة، وقيل: يجمع ربيع الكلأ أربعة، وربيع الجداول أربعاء. وفيه: (وكان الذي نهى من ذلك) إلى تمام الحديث، هذه زيادة على حديث رافع بن خديج، أردت في حديثه، على هذا السياق رواه البخاري ولم يتبين لي أنها من قول بعض الرواة، أم من قول البخاري.؟ وقوله: ما لو نظر فيه ذوو الفهم: ذوو بواوين، أريد به الجمع، ومعنى قوه: (لما فيه من المخاطرة أي: من التورط فيما لا يحل لكون حصة كل واحد من الشريكين مجهولة، والمخاطرة من الخطر، الذي هو الإشراف على الهلاك، وفي حديثه أيضاً: (فربما أخرجت ذه، ولم تخرج ذه) ذه: إشارة إلى القطعة من الأرض، وهي من الأسماء المبهمة التي يشار بها إلى المؤنث، يقال: ذي وذه، والهاء ساكنة؛ لأنها للوقف.
[2111] ومنه قول طاوس: إن أعملهم أخبرني. يعني: ابن عباس .. الحديث. الضمير عائد إلى من أدركهم طاوس من الصحابة، أو من كان حياً منهم بمكة أيام يفتى بها ابن عباس، ولا يصح أن يراد به العموم؛ لأن ابن عباس هو القائل: معظم علمي عن عمر- رضي الله عنه- وهو أحد الصحابة، وقد روى أنهم كانوا يرون أن عمر ذهب بتسعة أعشار العلم، ولا يصح أن يقال: الضمير عائد إلى بني هاشم لأن منهم علياً رضي الله عنه وابن عباس هو القائل. فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر وأحاديث المزارعة (54 أ) التي أوردها المؤلف [وما] ثبت منها في كتب الحديث في ظواهرها تباين واختلاف، وجملة القول في الوجه الجامع بينها أن يقال: إن رافع بن خديج سمع أحاديث في النهي، وعللها متنوعة، فنظم سائرها في سلك واحد، ولهذا يقول مرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتارة يقول: حدثني عمومتى. وأخرى يقول: أخبرني عماى. والعلة في بعض تلك الأحاديث أنهم كانوا يشترطون فيها شروطاً فاسدة، ويتعاملون على أجرة غير معلومة، فنهوا عنها، وفي البعض أنهم كانوا يتنازعون في

الصفحة 707