كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (اسم الجزء: 3)

وفيه: (وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) قيل في معناه: إنه كثير الأسفار، لقولهم: ألقى عصاه: إذا أقام قال الشاعر:
فألقى عصاه واستقر به النوى
وقيل: إنه كناية عن كثرة ضربه النساء وهذا أولى التاويلين، لاسيما وقد ورد في بعض طرقه: (فرجل ضراب للنساء) وابو جهم هذا هو: أبو جهم بن حذيفة القرشي العدى صاحب الخميصة، ولم يعرف له سمى في الصحابة، على الصحيح.
[2393] ومنه: حديث عائشة- رضي الله عنهما-: (أن فاطمة كانت في مكان وحش ... [الحديث]) أرض وحشة وبلد وحش بالتسكين فيهما- أي: قفر يقال: لقيته بوحش إصمت، أي: ببلد قفر.
وفي حديث ابن مسعود: (أنه كان يسمى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأرض وحشا) أي: وحده ليس معه غيره. وأصل الوحشة: الفرق من الخلوة. ويقال للخلوة: الوحشة، وللهم أيضا.
[2396] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم سلمة- رضي الله عنها-: (وقد كانت إحداكن في

الصفحة 786