كتاب دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

5- أن الكتاب إذا انطوت تحته أنواع وأصناف وأبواب وفصول كان أحسن وأفخم من أن يكون بابا واحدا.
6- أن القارئ إذا ختم سورة أو جزءا كان أنشط له وأبعث على التحصيل والاستمرار في التلاوة منه لو استمر على الكتاب بطوله، كالمسافر إذا قطع ميلا نفَّس ذلك عنه وتجدد نشاطه ولذا جزئ القرآن أجزاءً وأحزابًا وأرباعًا وأخماسًا وأعشارًا.
7- أن الحافظ إذا حذق سورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة بنفسها فيعظم عنده ما حفظه ويحرص على معاهدته وتكرار تلاوته, ومنه حديث أنس رضي الله عنه: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا"1.
8- أن التفصيل سبب تلاحق الأشكال والنظائر وملاءمة بعضها لبعض وبذلك تتلاحظ المعاني ويتجاوب النظم2.
__________
1 مسند الإمام أحمد ج3 ص120، 121، وشرح السنة: البغوي ج13 ص306.
2 تفسير الكشاف: الزمخشري: ج1 ص241، وقال الجرجاني في حاشيته على الكشاف: "وكون التفصيل سبب تلاحق الأشكال من حيث أنه يورد في كل منها الأمور المتلائمة فتتلاحظ حينئذ المعاني ويتجاوب أطراف النظم وجوانبه" الكشاف ج1 ص241.

الصفحة 114