كتاب دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

في الانتصار: "ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا في موضع كذا وقال ابن الحَصَّار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها إنما كان بالوحي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ضعوا آية كذا في موضع كذا" وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومما أجمع الصحابة على وضعه هكذا في المصحف"1.
__________
1 الإتقان: السيوطي ج1 ص61، 62.
طريق معرفة بداية الآية ونهايتها:
للعلماء في طريق معرفة بداية الآية ونهايتها قولان:
القول الأول:
أنه لا سبيل إلى معرفة بدايات الآيات ونهاياتها إلا بتوقيف من الشارع؛ لأنه ليس للقياس والرأي مجال فيه وإنما هو محض تعليم وإرشاد من الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
1- النصوص الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتحديد عدد الآيات في بعض السور أو تحديد مواضعها كقوله عليه الصلاة والسلام عن الفاتحة: "هي السبع المثاني" 1 وقوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" 2. وقوله صلى الله عليه وسلم: "تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء" 3. وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة، مما يدل على أنه لولا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الذي بين الآيات من حيث بداياتها ونهاياتها لما عرفنا بداية الآيتين في آخر سورة البقرة مثلا، ولا آية الصيف ولا الآيات السبع في الفاتحة.
__________
1 رواه البخاري ج6 ص103.
2 رواه البخاري ج6 ص104، ومسلم ج1 ص555.
3 مسند الإمام أحمد ج1 ص26.

الصفحة 118