كتاب دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

3- قيل: إنها سبع نسخ:
فقد روى ابن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني قال: لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف فبعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا"1.
وقيل: إنها ثمانية وقيل إنها ستة.
خبر هذه المصاحف:
ذكر بعض المؤرخين القدامى رؤيتهم لبعض هذه المصاحف وممن ذكر رؤيته لبعضها ابن جبير "ت614هـ" حين زار جامع دمشق رأى في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة في المحراب خزانة كبيرة فيها مصحف من مصاحف عثمان -رضي الله عنه- وهو المصحف الذي وجه به إلى الشام كما قال2 وقد زار المسجد أيضًا ابن بطوطة "ت779هـ" فقال: "وفي قبلة المسجد المقصورة العظمى التي يؤم فيها إمام الشافعية وفي الركن الشرقي منها إزاء المحراب خزانة كبيرة فيها المصحف الكريم الذي وجه أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الشام"3 ورأى النسخة نفسها ابن كثير "774هـ" رحمه الله تعالى حيث قال: "وأما المصاحف العثمانية الأئمة فأشهرها اليوم الذي في الشام بجامع دمشق عند الركن شرقي المقصورة المعمورة بذكر الله، وقد كان قديمًا في طبرية، ثم نقل منها إلى دمشق في حدود ثماني عشرة وخمس مائة, وقد رأيته كتابًا جليلًا عظيمًا ضخمًا بخط حسن مبين قوي بحبر محكم في رق أظنه من جلود الإبل والله أعلم4 كما ذكر ابن بطوطة أنه رأى في مسجد علي رضي الله عنه في
__________
1 المصاحف: ابن أبي داود ص43.
2 رحلة ابن جبير: ص217.
3 رحلة ابن بطوطة ج1 ص54.
4 فضائل القرآن: ابن كثير ص29.

الصفحة 95