كتاب ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه لابن البارزي

والناسخ أربعة أنواع
أحدها نسخ الكتاب بالكتاب وهو جائز لقوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} 1، {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} 2.
الثاني: نسخ السنة بالكتاب وهو جائز لأنه صلي الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء3 ونسخ بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ} 4 الآية وروي أنه لما نزل قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} 5 قال صلي الله عليه وسلم: "والله لأزيدن على السبعين " فنسخ بقوله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} 6
الثالث: نسخ السنة بالسنة وهو جائز لقوله صلي الله عليه وسلم: "ألا "89ب" إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها7".
الرابع: نسخ الكتاب بالسنة فهو جائز عند أبي حنيفة8 ممتنع عند الشافعي9 رحمهما الله.
__________
1 البقرة 106. وفي المصحف الشريف "ننسها" بضم النون وترك الهمزة. أما "ننسأها" بفتح النون وسكون الهمزة فهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. "ينظر: السبعة في القراءات 168، حجة القراءات 109.
2 النحل 101.
3 ينظر: الإعتبار 133.
4 البقرة 185.
5 التوبة 80.
6 المنافقون 6.
7 سنن ابن ماجة 501، الإعتبار 130.
8 هو النعمان بن ثابت أحد الأئمة الأربعة توفي سنة 150هـ. "تأريخ بغداد 13/323، طبقات الفقهاء 86' الجواهر المضية 1/26".
9 هو محمد بن إدريس أحد الأئمة الأربعة وإليه تنسب الشافعية توفي سنة 204هـ "حلية الأولياء 9/63، ترتيب المبارك 1/382، طبقات الشافعية 1/192".

الصفحة 20