كتاب سهام الإسلام

سمع كل الناس ما أنزل من القرآن في حق منع المشركين من الحج، ومما قاله لهم: "لا يحجن بعد عامنا هذا مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان".
وهكذا تطهرت بيت الله وحرمه من كل ما لا يرضي الله ورسوله من أفعال المشركين التي لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية التي تأمر بالحياء والأخلاق الطيبة. وكان العرب في جاهليتهم لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي كانوا يتعاطون فيها أعمالهم، فإذا أراد الواحد منهم أن يطوف بالبيت اتخذ ثوبا جديدا، وإذا لم يكن عنده ثوب جديد استعار ثوبا من أحد القرشيين الذين يسمون أنفسهم - الحمس - فإذا لم يسعف الطائف به طاف بالبيت عريانا، وحتى النساء كن يطفن بالبيت عاريات، إذا لم يجدن أثوابا جديدة، فمنع الله المشركين - المناجيس - بعد مجيء إلإسلام من الطواف بالبيت عراة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} (¬1).
والحمس جمع أحمس هم أهل مكة/ قريش، وكنانة، وخزاعة ومن دان بدينهم، وهم سكان الحرم، - والأحمسي المتشدد في دينه والشجاع في القتال، فإذا حج - الصرورة - والصرورة/ هو الرجل أو المرأة اللذين لم يتقدم لهما حج، لا يسمح له أن يطوف بالبيت ألا وهو عريان، ولا يطوف بالبيت في ثيابه التي جاء بها، إلا أن يطوف في ثوب أحمسي، إما إعارة وإما إجارة،
¬__________
(¬1) الآية 28 من سورة براءة.

الصفحة 113