كتاب سهام الإسلام

على العلماء - إلا القليل منهم - حيث اشتغلوا بما يخصهم في غالب الأوقات، وتخلوا عن مهمتهم المكلفين بها.
ومن جهة أخرى تشجيع بعض الحكام المخربين للمفسدين، وذلك بغض الطرف عن أعمالهم وأقوالهم المناهضة للإسلام وعقيدته.
إنه لم تظهر أعمال كافية وناجعة ممن يفكرون في الاستفادة من هذا اللقاء السنوي العظيم، وإذا وجد من يفكر فيه فإنه لم يعمل من أجله ما يناسبه، من وضع أسس له وبرامج تدرس فيه أو قبله، ثم تعرض على مفكري المسلمين وقادتهم، وخاصة اجتماعهم لحجهم، يوم يتفرغون من أعمالهم التي حضروا من أجلها، ويدعى إلى هذا الاجتماع كل ذوي الرأي الصائب ممن لهم الخبرة العامة والدراية التامة بأحكام الشريعة الإسلامية وما ترمي إليه من توحيد الصف وجمع كلمة المسلمين وبحث مشاكلهم ومستقبلهم، سواء كانت هذه المشاكل مما له صلة بالحج وأعماله أو كانت تحدث بينهم في أوطانهم، مع بعضهم البعض أو حكوماتهم وزعمائهم، ولكن هل يتركهم أعداؤهم ينفذون هذه الرغبة؟ والكثير من حكام المسلمين ينقادون بطواعية إلى أعدائهم، وفى الكثير من الأوقات ينفذون لهم رغباتهم وإن أضرت بدينهم وعقيدتهم.
والكثير من حكام المسلمين أنانيون انتفاعيون، لهم خطط يعملون على تنفيذها، ولا يهمهم أمر المسلمين، ومنهم من يقول: إننا مستقلون لا نريد من أي كان أن يتدخل في شؤوننا وشؤون بلادنا، ومن أجل هذا ضعف صوت الحق ولم يستطع الدخول

الصفحة 116