كتاب سهام الإسلام

الى قلوب أولئك الحكام، وقوى نداء الباطل وتمكن من الاستحواذ على تفكير بعض القادة والزعماء والمسيرين لشؤون المسلمين، هذا والحجاج المساكين مهملون يرثى لحالهم، ليس هناك من يفكر لا في حالهم ولا في مآلهم، ونشطت حركة الاستغلال الشخصي والثراء غير المشروع وانتهاز الفرص لكسب المال من ضيوف الرحمن كما يوصف بهذا الحجاج، من غير مراقبة ممن بيدهم مقاليد الأمور، فترتفع الأسعار للمواد الضرورية اللازمة لراحة الحجاج وأمنهم، مع العلم بأن النظم الحالية لا تسمح بإخراج المال إلا بمقدار قليل.
فقد رأيت الكثير من الحجاج مهملين ومشردين في الطرقات، يجرون وراء رغباتهم ومشاكلهم، فهذا مع المطوف الذي ساقه حظه إليه، والذي اتخذ من مهمته وسيلة ثراء وغناء على حساب الحجاج الوافدين عليه - ضيوف الرحمن - حيث صاروا كالملوك في كل شيء، لا من يراقبهم لكي يوقفهم عن إفراطهم وتفريطهم وجشعهم الذي لا حد له، كما رأيت من يبحث عن رفيق له ضل عن الطريق - وبالأخص النساء - وهذا سرقت منه نقوده وبقي هائما على وجهه يستجدي أو يستقرض، وهذا، وهذا إلى آخر ما يشاهده الحاج في أيام مكة وعرفات ومنى مما يشوه وجه الإسلام، وجمال الحج، وتلك الأماكن المطهرة من الاستغلال وكسب الأموال، ولو كان في القلوب إيمان بالله وخوف من سطوته وانتقامه للمظلومين لما حدث شيء من هذا، كارتفاع الأسعار مثلا، في حين أن ما يأتي به الحجاج من الأموال هو قدر ضئيل سمحت به لهم أنظمة بلادهم وحكوماتهم.

الصفحة 117