كتاب سهام الإسلام

أرجو لو يفكر قادة الشعوب الإسلامية، وخاصة منهم العلماء في الاستفادة من هذا الجمع والمجمع الهائل العظيم، فيضعوا برامج وتدرس بدقة وإمعان، وتحدد تحديدا يلائم روح العصر من غير أن تخرج عن إطارها الإسلامي، ثم تعرض على النخبة المختارة من المجتمعين والمؤتمرين وتناقش بكل حرية من ذوي الرأي منهم وتؤخذ بعين الاعتبار ما أفصحت عنه آراؤهم بعد التصفية، وتذاع في الحجاج أينما كانوا وتجمعوا، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقرأ على الناس ما نزل من القرآن في شأن منع كل مشرك من حج بيت الله الحرام بعد ذلك العام، وفعلا منعوا منه لأنهم مشركون، ويطلب منهم بإلحاح العمل بما يقرره هذا المؤتمر بعد رجوعهم إلى أوطانهم، وهذا أمر ممكن إذا وجد من ذوي الرأي من له استعداد للعمل بمعونة الحكام الذين يهمهم أمر الإسلام وحالة المسلمين.
إن وسائل التنقل والسفر العصري المتعددة قد جعلت الحج ميسورا على كل أحد، غير أنه حج مبتور لا روح فيه، فقد يرجع الحاج إلى وطنه فارغا من كل معنى عميق للحج في شعوره وإدراكه لمعناه، إن بعض الحجاج يأتون إلى الحج وهم جاهلون لما هم مطالبون به من أعمال الحج التي لا يصح إلا بها، كالاحرام والطواف وغيرهما، ولا يهمهم إلا أن يذهبوا إلى مكة ويقضوا مآربهم ويعودوا بلقب الحاج، ولا يدري هل كان حجه صحيحا مبرورا أو لا، والحج المبرور هو الذي يظهر أثره على الحاج

الصفحة 118