كتاب سهام الإسلام

ومنى، هناك دروس من غير تنسيق وترتيب، وأكثرها - فيما سمعت - منصبة على مقاومة البدع المستحدثة والدعوة إلى التمسك بالسنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وهذا إنما يفيد في ناحية واحدة من حياة المسلم، ولكن هناك نواح ونواح لم تطرق ويكشف عنها الستار، لأن هذه الدروس تلقى من شيوخ وأساتذة هم الذين اختاروا بأنفسهم ما يلقون، ولم تكن هناك - فيما علمت - هيئة هي التي هيأت - بعد دراسة تلك المواضيع - لهم ما يلقون.
فلو تولى هذا - الاعداد - عالم مطلع خبير نصوح من كل وطن إسلامي أو هيئة لكان أنفع وأفيد للحجاج، وهذا من باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه، فيكون من مادة النصيحة لعامة المسلمين وخاصتهم، والتوفيق من الله وحده.
إن المطلوب - دينا - من العلماء الناصحين هو التفكير الجدي في حالة المسلمين وعلاقتهم بدينهم والعمل على تدعيم الرابطة التي تربط بعضهم ببعض، وتقوية الروح الدينية فيهم، والعمل النافع لإنقاذ الإسلام من الأخطار الكثيرة المحدقة به، سواء التي مصدرها من أبنائه الأدعياء - لأن إسلامهم وراثي - أو من خصومه الأعداء، خصوصا وأن الكثير من حكومات الشعوب الإسلامية ليس لها من الحماس والشجاعة والانتصار والعمل لفائدة الإسلام، حيث مسخت وجه الإسلام النقي بما سنته من دساتير وما شرعته من قوانين وما نفذته من أحكام كلها عملت على إبعاد شريعة الإسلام وجذب شريعة الشيطان إلى شعوبهم (وسمت

الصفحة 121