كتاب سهام الإسلام

المستعمرات منها، كما جاء هذا من مهاجرة المسلمين إلى الاوطان غير الإسلامية للعمل أو الدراسة، وجاوز هذا إلى الزواج بغير المسلمات والمسلمين، وكل هذا على مرآى ومسمع من الحكومات الإسلامية الدستور، فهي إذا لم تشجعه عمليا فقد شجعته بالسكوت عنه فلم تتأثر مما هو جار في وطنها المسؤولة عنه، ولم تقف حائلا دون تسربه إلى المجتمع الإسلامي النقي، ذلك أنه لا يعنيها أمر الدين وضياع الأخلاق الإسلامية وانتهاك الحرمات وفساد الأمة المحمدية، وهذا ما يشكو منه عقلاؤنا وينحسرون على وقوعه بيننا، ورضي به ذوو النفوس المريضة من الإسلام وعقيدته، وسموا ما هم فيه من فساد في الأخلاق وذبذبة في الأعمال - تقدما ونجاحا، حينما يرون البنت المسلمة - أو حتى المرأة - تتبرج في زي يبعث على السخرية والانحطاط الخلقي، كلباس "السراويل" الضيقة والمحددة، وما يتبعها من مخازي العصر الحاضر الذي أطلقوا عليه عصر التقدم والمدنية والرقي، ولست أدري هذا الرقي إلى أين؟ أإلي أعلى أم إلى أسفل؟.
وبهذه المخازي وأمثالها فقدنا الروح الوطنية الطيبة، وألفنا حياة المجون والفجور، وحياة الكسل والتسكع في الطرقات من الرجال والنساء، ونبذنا الأخلاق الكريمة والعزة النفسية والكرامة الإنسانية، وحتى الشهامة العربية والعزة القومية، فقدناها وفى فقدانها خسارة علينا لا يعوضها لنا ما ندعي أننا اكتسبناه.

الصفحة 130