كتاب سهام الإسلام

قد أهملوا هذا الواجب فكيف لا يمنع منه العلماء ليتساووا معهم، إذ منعوا العلماء من تعليم الدين في بيوت الله ومساجد المسلمين، وقالوا لهم لا يسمح لكم بالتعليم في المساجد إلا بالاستظهار برخصة من الوزارة المكلفة بالشؤون الدينية تسمح لكم بالقيام بما تريدون، (وهذا ما كان ساءدا في زمن الاستعمار، ويكفي أنه استعمار غربي ضد الدين) فإذا طلب العلماء هذه الرخصة فإنها لا تمنح لهم، لأنهم لم يكونوا من الموالين للحكومة الحاكمة في البلاد، أو لأنهم يسيرون في اتجاه معاكس لاتجاهها أي في خط مناقض لخطها غير الإسلامي، وهذه كلها أسباب واهية اتخذت وسيلة للمنع لا غير، وفى المساجد أئمة لم تكن لهم الكفاءة للقيام بهذا الفرض العظيم، إما لعجزهم وضعفهم وأكثريتهم من هذا النوع، وإما لموافقتهم على خطة حكومتهم رضوا بها لأنها ... والأمر كله لله من قبل ومن بعد، وهنا نسأل: هل يسمى عالما إسلاميا من يقر ويرضى بغير الإسلام دينا للمسلمين؟؟
هناك صنف آخر من الناس كانوا يتسمون بالعلم في فترة قريبة خلت، ويسمون علماء المسلمين، رأيناهم قد تخلوا عن هذا اللقب الشريف، وانكمشوا وانزووا على أنفسهم، وتركوا ما كانوا يلهثولن وراءه يوم كان الأمر بيد جمعية العلماء، فما بالهم اليوم سكتوا؟ وأين ذهبت صيحاتهم وانفعالاتهم وحماسهم والإسلام يهان ويبعد عن معاقله؟؟

الصفحة 143