كتاب سهام الإسلام

وكان حاضرا في المصلى - كما مر - الصحابي / أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فلما سمع إنكار المنكر على الوالي ولم يرهبه ويخف منه لهذه الصيحة، عند هذا فال أبو سعيد الخدري: أما هذا فقد قضى ما عليه، ثم ذكر الحديث المتقدم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رآى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان" فدل قوله: أضعف الايمان، على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الايمان وذكرا في القرآن متلازمين، في الغالب من الآيات التي دعت إليهما ورغبت في القيام بهما، وروى الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم".
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهما نوع من الجهاد كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره عن أبي السعيد الخدري رضي الله عنه وهو قوله عليه الصلاة والسلام: " أفضل الجهاد كلمة حق - وفى رواية عدل - عند سلطان جائر".
وقد روى معنى حديث أبي سعيد الخدري من وجه آخر، فخرجه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره

الصفحة 149