كتاب سهام الإسلام

وفنائها، والتساهل في مقاومته يودي بخلاصة الأمة وزهرتها، وبعد هذا تندم على تفريطها، ولات ساعة مندم. فترك المعروف من الدين يسمى إهمالا أو تهاونا، وفعل المنكرات يسمى استخفافا وعدم مبالاة بها، والسكوت عنها ممن هم أهل للتصدي لها يؤدي حتما إلى غضب الله وسخطه، وفى غضب الله وسخطه العقاب السريع في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، فالعذاب والعقاب إذا نزل بأمة فإنه يصيب الجميع الفاعل للمنكر والتارك للمعروف والساكت عن الزجر والتقريع والتغيير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سكوت أمته عن مقاومة الظلم: (إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك ظالم فقد تودع منهم) أخرجه الأئمة أحمد والحاكم والطبراني وغيرهم عن عبد الله بن عمرو.
وخرج الإمام أحمد رحمه الله من حديث عدي بن عمير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة" وفى سنن أبي داود العرس بن عميرة الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عملت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها" فالحديث يدل بصراحة على أن

الصفحة 153