كتاب سهام الإسلام

يائسة، ومساع خائبة، لأن الإسلام - دين الله - لا يموت، وهو حي باق إلى يوم البعث والنشور.
الإسلام في حاجة إلى مواقفكم الشجاعة، مواقف تشبه مواقف الرعيل الأول، حين صارعهم الباطل فصرعوه، وهزموا جنده وأذلوه - إلا أن جند الله هم الغالبون - وسدوا عليه مسالكه إلى صفوف المسلمين، فعاد أدراجه مهزوما ومخذولا.
ما هذا السكوت - إلا من القليل النادر - بعدما شاهدتم ما هو جار في أوطانكم؟ {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}.
قد رأيتم جحافل الالحاد والتشويه تجوس خلال الديار، تعثو في الأرض فسادا، ان شرف العلم عظيم، ودرجته أعلى وأرفع، وهذا بالطبع لا يكون إلا للعاملين بعلمهم، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} إن مسؤولية العلم وخطره أعلى وأعظم، رفعة وانحطاطا، وقديما قال الحكماء: "فِي زَلَّةِ عَالِمٍ زَلَّةُ عَالَمٍ".
ساءت أخلاق المسلمين، فقال الناس: هذا من سكوت العلماء!!
انتهكت الحرمات، وفعلت المحرمات، فصاح الناس هذا من سكوت العلماء!!

الصفحة 164