كتاب سهام الإسلام

وجاء في حوادث غزوة خيبر أن امرأة من يهود "خيبر" تسمى زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم قد أهدت له شاة مصلية - مشوية - وجعلت فيها "سما" فلما جلس هو وبعض أصحابه ليأكلوا منها، تناول عليه السلام منها الذراع - على عادته - فلاك منها مضغة، فلم يسغها ولفظها من فمه وقال لمن معه: ارفعوا أيديكم إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، ثم دعا بها فاعترفت بما فعلت، ولما سألها عما حملهما على هذا، أجابت بأنها تريد أن تختبره بما فعلت فإن كان نبيا حقا فإنه يعلم به، وإن كان كاذبا فإنه يموت فنستريح منه.
وفي قصة لبيد بن الأعصم الساحر للرسول صلى الله عليه وسلم ما يدل على كيد اليهود له، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها في قصة سحره: يا عائشة: أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان - ملكان - فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال مطبوب - مسحور -، فقال: من طبه؟ قال لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر، قال: أين هو؟ قال: في بئر ذروان إلى آخر الحديث" وفى أول الحديث قالت السيدة عائشة: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله

الصفحة 176