كتاب سهام الإسلام

وقال جل جلاله: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الآية 190 من سورة البقرة. (ولا يسمى القتال جهادا - شرعيا - إلا إذا كان لنصرة الدين والعقيدة).
والجهاد في سبيل الله ونشر دينه وتعميمه إلى بني الإنسان عبادة كبقية العبادات تحتاج إلى نية صادقة وإخلاص في العمل واجتهاد فيه، لأن النية هي التي تميز العبادة والدافع لها، ولا يقبل الله أية عبادة على ظاهرها إلا إذا كانت بنية وجه الله ونشر دينه، وقد يكون القتال للمغنم والكسب الدنيوي، وهذا لا يسمى شرعا جهادا، وإن سماه الانتهازيون للظروف والوقائع جهادا، والجهاد الشرعي - كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم للسائل له عنه - أن يكون القصد منه نشر دين التوحيد ومقاومة الشرك والظلم في الارض والفساد، {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} فهو كما قلت عبادة تفتقر إلى نية القصد منه، حتى لا يسمى القتال لارتجاع التراب والشجر والحجر من أيدي الغاصبين لها جهادا، وقد صار القتال لما ذكر "جهادا" والمقاتل مجاهدا، ويعلم الله أنه لأغراض دنيوية وأطماع أخرى لا تتفق مع مشروعية الجهاد والدعوة إلى العمل بشرع الله ونصر دين الإسلام، فقد انكشف القصد منه كما لمسنا هذا في المحاربين للمستعمرين في وقتنا هذا، حيث صارت كلمة المجاهد تعطى لمن حمل السلاح

الصفحة 179